اللي ما عرفك خسرك
اللي ما عرفك خسرك
كل من لازال لديه شك في أن الإضراب الأخير لقطاع النقل ليس احتجاجا على «المدونة»، بل هو في الحقيقة تصفية حسابات سياسية عالقة بين الاستقلال والاتحاد الاشتراكي، ومن يريد أن يتأكد من ذلك، فما عليه سوى أن يراجع التصريحات النارية التي أطلقها عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال والأمين العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، عندما وصف رمز الاتحاديين، المهدي بنبركة، بالسفاح الذي كان وراء الإعدامات التي طالت المقاومين في الريف وسوق الأربعاء ومناطق أخرى من المغرب في الوقت الذي كان فيه علال الفاسي منفيا بسبب معارضته للاستقلال المجزأ للمغرب.
ولم يكتف شباط بشتم المهدي بنبركة، وإنما سخر من وزير الشغل، الاتحادي جمال أغماني، ووصفه بالضعف وبعدم قدرته على التخلص من ثقافة ولد الدرب التي يسير بها الوزارة، عندما قال :
- إلى كان أغماني هوا مع من غادي نديرو الحوار الاجتماعي غير بالناقص منو حوار...
نحن إذا أمام حرب مفتوحة بين الاتحاد والاستقلال يتم فيها اللجوء إلى مساعدة الأحياء والأموات على حد السواء. وقد سمعنا مرارا كتابات صحافية تتحدث عن كون المهدي بنبركة كان عميلا للموساد، وأخرى تتهمه بالعمالة لدول المعسكر الشرقي، لكن هذه أول مرة نسمع فيها «مؤرخا» ومفسرا للأحاديث النبوية في ساعات الفراغ كشباط، يتهم رجلا قتل غدرا ولا أحد يعرف إلى الآن مكان جثته، بكونه مجرد سفاح يداه ملطختان بدماء إخوانه المغاربة. فشباط لا يعرف أن حزب الاستقلال الذي يوجد ضمن قيادييه اليوم، كان بنبركة أحد مؤسسيه.
يبدو أن لائحة ضحايا هذا الإضراب لن تتوقف عند خمسة قتلى، آخرهم امرأة منع المضربون سيارة الإسعاف التي كانت تنقلها من الوصول إلى المستعجلات، فتطورات الأحداث تنذر أيضا بإمكانية سقوط رؤوس كبيرة في الحكومة، كما تنذر بإمكانية استخراج جثث الموتى لإعادة قتلها من جديد. وهنا لا بد أن نتذكر ما قاله الزمزمي ذات مرة عندما صرح بأن المهدي بنبركة ليس شهيدا وأنه يجوز قتله مرة ومرتين وثلاثا. هناك من يعتقد أنه صفى حساباته نهائيا مع الماضي، لكي يكتشف أن الماضي لم يصف حساباته نهائيا معه بعد.
لذلك لا أعتقد أن الرد الاتحادي سيتأخر، والتهمة جاهزة، فهناك من سينفض الغبار عن الكتابات القديمة التي كانت تتحدث عن جلسات الشاي المنعنع التي كان يعقدها علال الفاسي في دار بريشة، حيث كان الاستقلاليون يعذبون حتى الموت إخوانهم المناضلين في حزب الشورى والاستقلال.
فعندما يفتح أحدهم باب القمقم الذي تتزاحم داخله أشباح وضغائن الماضي، فلا أحد يمكنه أن يتكهن بالنتائج. لقد فهم حزب الاستقلال أنه مستهدف في صورته التي تتشوه للأسبوع الثاني على التوالي أمام الرأي العام. وفهم الاتحاد الاشتراكي أن الإضراب الذي تقوده نقابات عمالية تابعة سياسيا له، هو مناسبته المثالية لتعريض وزير استقلالي، ومن خلاله حزب الاستقلال، للسخرية والمهانة والسخط الشعبي. أما الداخلية فقد فهمت أن الوقوف على الحياد ومراقبة الوضع من بعيد هو أنسب موقف في الوقت الراهن، وكأن شكيب بنموسى كان يقول في داخله وهو يقرأ تقارير مصالحه حول التصارع بين النقابيين ووزارة غلاب المغلوبة على أمرها «الله يقوي شيطانهم».
ولعل المستفيد الأكبر من هذه القيامة هو حزب الأصالة والمعاصرة. فقد كان الحزب الجديد محتاجا لهذه المصيبة التي ضربت حزب الاستقلال، لكي «يزحف» على مواقعه في المناطق التي تضررت فيها صورته. وبما أن مصائب قوم عند قوم فوائد، فإن الحزب الجديد يستغل انشغال حزب الاستقلال بإخراج نفسه من ورطة «المدونة» لكي يطوف على الجهات الأربع للمملكة ليبشر بمشروعه السياسي المنقذ من الضلال.
أما الخاسر الأكبر في هذه المعركة السياسية فهم دافعو الضرائب من بسطاء هذه البلاد الذين يرون أطفالهم غير قادرين على الالتحاق بمدارسهم بسبب خوف سائقي النقل المدرسي من تشغيل محركات حافلاتهم حرصا على حياتهم.
الخاسرون هم مئات الآلاف من المستخدمين والموظفين الذين لم يستطيعوا الالتحاق بمقرات عملهم بسبب إضراب سائقي سيارات الأجرة الكبيرة. وهم الغالبية الساحقة من الشعب المغربي الذين أصبحوا يصرفون على موادهم الغذائية ضعف ما كانوا يصرفون قبل أسبوعين.
وفي الوقت الذي يتعارك فيه الاتحاديون والاستقلاليون بعظام الموتى، فإن المغاربة الذين لا يعرفون إن كان بنبركة مقاوما أم مجرد شارع في الرباط، يعاركون أسعار الخضر واللحوم والفواكه في الأسواق.
هذا الإضراب الطويل لم يكشف فقط أن الاستقلال والاتحاد الاشتراكي لم يدفنا قط سيوف الحرب، وأن جراحهما السياسية القديمة مازالت طرية، رغم ضمادات الكتلة وتوافقات التناوب، بل كشف كذلك عن قوة سياسية واجتماعية ظل الجميع يستهين بها في السنوات الأخيرة. هذه القوة اسمها «بوجلابة». وهو اللقب الذي أعطاه وزير النقل لزعماء نقابات قطاع النقل عندما جاؤوا يحاورونه لابسين جلابيبهم الصوفية. وربما جاءت تسميتهم بهذا الاسم أسوة ربما بلقب «بوسبرديلة» الذي أعطته مصالح وزارة الداخلية على عهد إدريس البصري للأموي خلال جولات الحوار الاجتماعي التي انتهت بالإضراب العام.
فقد اتضح اليوم أن «بوجلابة» معادلة لا يمكن القفز عليها، فهم عندما يمسكون مقاود سيارات أجرتهم وشاحنات نقلهم فإنهم في الواقع يمسكون دفة الاقتصاد الوطني. وإذا ما قرروا توقيف محرك السيارة والشاحنة والحافلة، فكأنهم في الواقع يوقفون ضخ الدم إلى شرايين قلب المغرب. وهذا ما لم يستطع غلاب ومستشاروه استيعابه وراحوا يسخرون من «بوجلابة» مقللين من خطرهم وقدرتهم على إلحاق الضرر بالحكومة والدولة والبلاد ككل.
وعندما نقرأ ما تكتبه الصحافة هذه الأيام حول «بوجلابة»، نلاحظ أن بعض الصحف أطلقت على النقابات المضربة أسماء لم نعهدها من قبل، فهم تارة «إرهابيون» وتارة «بوجاديون» متخلفون ومتوحشون. وفي جريدة أخرى هم مجرد متطرفين أصحاب سوابق عدلية وحثالة وحاملي ندوب على وجوههم الكالحة.
والواقع أنه يمكن أن نكون مختلفين مع النقابات الداعية إلى الإضراب، ويمكن أن ندين بعض الأعمال الإجرامية المنافية لقانون الإضراب التي ارتكبها بعض الذين زاد حماسهم عن الحد وأسكرهم منظر الحكومة «المدهشرة» أمام احتلالهم للشارع. لكن أن يتم اتهام كل هذه النقابات بالإرهاب والتوحش والنذالة، فأعتقد أن هذا أمر مبالغ فيه. وفي كل الدول الديمقراطية ليس عيبا أن تجعل النقابات الحكومة تتراجع عن مشاريع القوانين التي تريد تطبيقها، ولنا في فرنسا خير مثال عندما سحبت مشروع «السي بي أو» على عهد حكومة دوفلبان. ولم يخرج أحد في الصحافة يكتب أن النقابات والتلاميذ الذين احتلوا الشارع وأحرقوا مكتبات الجامعات وحوش وحثالة يجب إطلاق يد البوليس فيهم لكي علمهم أصول الحضارة.
بعض الذين كتبوا هذه الشتائم في حق النقابيين والمضربين عاتبوا وزارة الداخلية على عدم تدخلها لكسر الإضراب. يعني أنهم كانوا في الواقع يتمنون رؤية قوات التدخل السريع وهي تكسر عظام المضربين لإجبارهم على العمل. وهذا أغرب شيء قرأته في الآونة الأخيرة.
«بوجلابة» رغم كل ما يقال حول أميته وجهله وهمجيته استطاع أن يضع مناخير عباس في التراب، وأن «يجفف» بوزيره في النقل الأرض. رغم أن الوزير الأول «هرس» أسنانه في السياسة والحكومة، ورغم أن ابن عمومته كريم غلاب مزق سراويله فوق طاولات الدرس بمدرسة الطرق والقناطر الباريسية، فإنهما انهزما أمام «شوافرية» أغلبهم غادروا مقاعد الدرس في وقت مبكر ولا يقرؤون شيئا آخر سوى تلك النصائح والحكم التي يعلقون خلف شاحناتهم والتي ينصحون فيها بعضهم البعض بالتقليل من السرعة لأن العجلة من الشيطان، وجمل «شعرية» من قبيل «تكايس خوك أنا»، و«عين الحسود فيها عود»، و«اللي ما عرفك خسرك».
هذا المثل الأخير ينطبق حرفيا على حالة غلاب مع «بوجلابة». فقد خسر رهان «المدونة» لأنه استهان ببوجلابة ولم يقدرهم حق قدرهم.
وصدق أحد «الشوافرية» المصريين عندما وضع في مؤخرة شاحنته جملة بليغة يقول فيها «مافيش صاحب صالح ولا صاحب طالح، كلو بتاع مصالح».
عليك نور...
ولم يكتف شباط بشتم المهدي بنبركة، وإنما سخر من وزير الشغل، الاتحادي جمال أغماني، ووصفه بالضعف وبعدم قدرته على التخلص من ثقافة ولد الدرب التي يسير بها الوزارة، عندما قال :
- إلى كان أغماني هوا مع من غادي نديرو الحوار الاجتماعي غير بالناقص منو حوار...
نحن إذا أمام حرب مفتوحة بين الاتحاد والاستقلال يتم فيها اللجوء إلى مساعدة الأحياء والأموات على حد السواء. وقد سمعنا مرارا كتابات صحافية تتحدث عن كون المهدي بنبركة كان عميلا للموساد، وأخرى تتهمه بالعمالة لدول المعسكر الشرقي، لكن هذه أول مرة نسمع فيها «مؤرخا» ومفسرا للأحاديث النبوية في ساعات الفراغ كشباط، يتهم رجلا قتل غدرا ولا أحد يعرف إلى الآن مكان جثته، بكونه مجرد سفاح يداه ملطختان بدماء إخوانه المغاربة. فشباط لا يعرف أن حزب الاستقلال الذي يوجد ضمن قيادييه اليوم، كان بنبركة أحد مؤسسيه.
يبدو أن لائحة ضحايا هذا الإضراب لن تتوقف عند خمسة قتلى، آخرهم امرأة منع المضربون سيارة الإسعاف التي كانت تنقلها من الوصول إلى المستعجلات، فتطورات الأحداث تنذر أيضا بإمكانية سقوط رؤوس كبيرة في الحكومة، كما تنذر بإمكانية استخراج جثث الموتى لإعادة قتلها من جديد. وهنا لا بد أن نتذكر ما قاله الزمزمي ذات مرة عندما صرح بأن المهدي بنبركة ليس شهيدا وأنه يجوز قتله مرة ومرتين وثلاثا. هناك من يعتقد أنه صفى حساباته نهائيا مع الماضي، لكي يكتشف أن الماضي لم يصف حساباته نهائيا معه بعد.
لذلك لا أعتقد أن الرد الاتحادي سيتأخر، والتهمة جاهزة، فهناك من سينفض الغبار عن الكتابات القديمة التي كانت تتحدث عن جلسات الشاي المنعنع التي كان يعقدها علال الفاسي في دار بريشة، حيث كان الاستقلاليون يعذبون حتى الموت إخوانهم المناضلين في حزب الشورى والاستقلال.
فعندما يفتح أحدهم باب القمقم الذي تتزاحم داخله أشباح وضغائن الماضي، فلا أحد يمكنه أن يتكهن بالنتائج. لقد فهم حزب الاستقلال أنه مستهدف في صورته التي تتشوه للأسبوع الثاني على التوالي أمام الرأي العام. وفهم الاتحاد الاشتراكي أن الإضراب الذي تقوده نقابات عمالية تابعة سياسيا له، هو مناسبته المثالية لتعريض وزير استقلالي، ومن خلاله حزب الاستقلال، للسخرية والمهانة والسخط الشعبي. أما الداخلية فقد فهمت أن الوقوف على الحياد ومراقبة الوضع من بعيد هو أنسب موقف في الوقت الراهن، وكأن شكيب بنموسى كان يقول في داخله وهو يقرأ تقارير مصالحه حول التصارع بين النقابيين ووزارة غلاب المغلوبة على أمرها «الله يقوي شيطانهم».
ولعل المستفيد الأكبر من هذه القيامة هو حزب الأصالة والمعاصرة. فقد كان الحزب الجديد محتاجا لهذه المصيبة التي ضربت حزب الاستقلال، لكي «يزحف» على مواقعه في المناطق التي تضررت فيها صورته. وبما أن مصائب قوم عند قوم فوائد، فإن الحزب الجديد يستغل انشغال حزب الاستقلال بإخراج نفسه من ورطة «المدونة» لكي يطوف على الجهات الأربع للمملكة ليبشر بمشروعه السياسي المنقذ من الضلال.
أما الخاسر الأكبر في هذه المعركة السياسية فهم دافعو الضرائب من بسطاء هذه البلاد الذين يرون أطفالهم غير قادرين على الالتحاق بمدارسهم بسبب خوف سائقي النقل المدرسي من تشغيل محركات حافلاتهم حرصا على حياتهم.
الخاسرون هم مئات الآلاف من المستخدمين والموظفين الذين لم يستطيعوا الالتحاق بمقرات عملهم بسبب إضراب سائقي سيارات الأجرة الكبيرة. وهم الغالبية الساحقة من الشعب المغربي الذين أصبحوا يصرفون على موادهم الغذائية ضعف ما كانوا يصرفون قبل أسبوعين.
وفي الوقت الذي يتعارك فيه الاتحاديون والاستقلاليون بعظام الموتى، فإن المغاربة الذين لا يعرفون إن كان بنبركة مقاوما أم مجرد شارع في الرباط، يعاركون أسعار الخضر واللحوم والفواكه في الأسواق.
هذا الإضراب الطويل لم يكشف فقط أن الاستقلال والاتحاد الاشتراكي لم يدفنا قط سيوف الحرب، وأن جراحهما السياسية القديمة مازالت طرية، رغم ضمادات الكتلة وتوافقات التناوب، بل كشف كذلك عن قوة سياسية واجتماعية ظل الجميع يستهين بها في السنوات الأخيرة. هذه القوة اسمها «بوجلابة». وهو اللقب الذي أعطاه وزير النقل لزعماء نقابات قطاع النقل عندما جاؤوا يحاورونه لابسين جلابيبهم الصوفية. وربما جاءت تسميتهم بهذا الاسم أسوة ربما بلقب «بوسبرديلة» الذي أعطته مصالح وزارة الداخلية على عهد إدريس البصري للأموي خلال جولات الحوار الاجتماعي التي انتهت بالإضراب العام.
فقد اتضح اليوم أن «بوجلابة» معادلة لا يمكن القفز عليها، فهم عندما يمسكون مقاود سيارات أجرتهم وشاحنات نقلهم فإنهم في الواقع يمسكون دفة الاقتصاد الوطني. وإذا ما قرروا توقيف محرك السيارة والشاحنة والحافلة، فكأنهم في الواقع يوقفون ضخ الدم إلى شرايين قلب المغرب. وهذا ما لم يستطع غلاب ومستشاروه استيعابه وراحوا يسخرون من «بوجلابة» مقللين من خطرهم وقدرتهم على إلحاق الضرر بالحكومة والدولة والبلاد ككل.
وعندما نقرأ ما تكتبه الصحافة هذه الأيام حول «بوجلابة»، نلاحظ أن بعض الصحف أطلقت على النقابات المضربة أسماء لم نعهدها من قبل، فهم تارة «إرهابيون» وتارة «بوجاديون» متخلفون ومتوحشون. وفي جريدة أخرى هم مجرد متطرفين أصحاب سوابق عدلية وحثالة وحاملي ندوب على وجوههم الكالحة.
والواقع أنه يمكن أن نكون مختلفين مع النقابات الداعية إلى الإضراب، ويمكن أن ندين بعض الأعمال الإجرامية المنافية لقانون الإضراب التي ارتكبها بعض الذين زاد حماسهم عن الحد وأسكرهم منظر الحكومة «المدهشرة» أمام احتلالهم للشارع. لكن أن يتم اتهام كل هذه النقابات بالإرهاب والتوحش والنذالة، فأعتقد أن هذا أمر مبالغ فيه. وفي كل الدول الديمقراطية ليس عيبا أن تجعل النقابات الحكومة تتراجع عن مشاريع القوانين التي تريد تطبيقها، ولنا في فرنسا خير مثال عندما سحبت مشروع «السي بي أو» على عهد حكومة دوفلبان. ولم يخرج أحد في الصحافة يكتب أن النقابات والتلاميذ الذين احتلوا الشارع وأحرقوا مكتبات الجامعات وحوش وحثالة يجب إطلاق يد البوليس فيهم لكي علمهم أصول الحضارة.
بعض الذين كتبوا هذه الشتائم في حق النقابيين والمضربين عاتبوا وزارة الداخلية على عدم تدخلها لكسر الإضراب. يعني أنهم كانوا في الواقع يتمنون رؤية قوات التدخل السريع وهي تكسر عظام المضربين لإجبارهم على العمل. وهذا أغرب شيء قرأته في الآونة الأخيرة.
«بوجلابة» رغم كل ما يقال حول أميته وجهله وهمجيته استطاع أن يضع مناخير عباس في التراب، وأن «يجفف» بوزيره في النقل الأرض. رغم أن الوزير الأول «هرس» أسنانه في السياسة والحكومة، ورغم أن ابن عمومته كريم غلاب مزق سراويله فوق طاولات الدرس بمدرسة الطرق والقناطر الباريسية، فإنهما انهزما أمام «شوافرية» أغلبهم غادروا مقاعد الدرس في وقت مبكر ولا يقرؤون شيئا آخر سوى تلك النصائح والحكم التي يعلقون خلف شاحناتهم والتي ينصحون فيها بعضهم البعض بالتقليل من السرعة لأن العجلة من الشيطان، وجمل «شعرية» من قبيل «تكايس خوك أنا»، و«عين الحسود فيها عود»، و«اللي ما عرفك خسرك».
هذا المثل الأخير ينطبق حرفيا على حالة غلاب مع «بوجلابة». فقد خسر رهان «المدونة» لأنه استهان ببوجلابة ولم يقدرهم حق قدرهم.
وصدق أحد «الشوافرية» المصريين عندما وضع في مؤخرة شاحنته جملة بليغة يقول فيها «مافيش صاحب صالح ولا صاحب طالح، كلو بتاع مصالح».
عليك نور...
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى